في خطوة تهدف إلى تعزيز استقلالها عن الشركات التقنية الأمريكية، أعلنت شركة هواوي عن خطتها لاستبدال نظام أندرويد بنظام تشغيل خاص بها ابتداءً من العام المقبل. هذه الخطوة تشير إلى تحوّل استراتيجي في توجهات الشركة، حيث ستعتمد في أجهزتها المستقبلية على نظام "هارموني أو إس نكست" الذي طورته داخلياً.
نظام HarmonyOS Next في الهاتف الفاخر "ميت 70"
الهاتف الرائد الجديد "ميت 70" من هواوي، الذي سيتم إطلاقه في 4 ديسمبر، سيعمل بنظام التشغيل "هارموني أو إس نكست"، وهو نسخة محدثة بالكامل من نظام الشركة المحلي. هذا الإصدار يهدف إلى التخلص تماماً من أثر أندرويد، ليقدم تجربة تقنية مبتكرة تتماشى مع رؤية هواوي في خلق بيئة تقنية مستقلة عن التقنيات الأمريكية.
وتستهدف هواوي من خلال هذا التحول تعزيز مكانتها في سوق الهواتف الفاخرة في الصين، ومنافسة شركات مثل أبل، مع التركيز على تقديم منتجات مبتكرة لا تعتمد على التكنولوجيا الغربية.
التحسينات على الأداء وتجربة المستخدم
وفقاً لـ ريتشارد يو، رئيس مجموعة أعمال المستهلكين في هواوي، سيشهد "ميت 70" تحسينات ملحوظة في الأداء تصل إلى 40% مقارنة بالإصدار السابق، بفضل استخدام نظام HarmonyOS Next. كما سيحسن النظام الجديد تجربة المستخدم، على الرغم من أنه يحتاج من شهرين إلى ثلاثة أشهر لإجراء المزيد من التحسينات.
أما في ما يتعلق بالأداء الداخلي، فمن المتوقع أن يستخدم الهاتف شرائح كيرين الجديدة التي طورتها هواوي، بالرغم من التحديات التي تواجهها في تطوير تقنيات تصنيع الشرائح مقارنة بالمنافسين مثل كوالكوم وميديا تك.
التحديات والعقوبات الأمريكية
هذه الخطوة جزء من مساعي هواوي للتحرر من العقوبات الأمريكية التي فرضت عليها في السنوات الأخيرة، والتي أثرت بشكل كبير على قدرتها في استخدام أحدث تقنيات تصنيع الرقائق. على الرغم من هذه القيود، استطاعت الشركة تحقيق نمو ملحوظ في مبيعاتها داخل الصين في الأشهر الماضية، وهو ما يعكس قوتها في التكيف مع الظروف الاقتصادية والتقنية.
ومع ذلك، تشير بعض التحليلات إلى أن هواوي قد تواجه صعوبة في جذب مستخدمي أندرويد الحاليين إلى نظامها الجديد، خاصة مع وجود منافسين متقدمين في تكنولوجيا الشرائح مثل أبل التي تستعد للانتقال إلى تقنيات 2 نانومتر في منتجاتها المقبلة.
استراتيجية للتوسع في السوق المحلي والدولي
على الرغم من العقوبات، تمكنت هواوي من تسجيل نمو مستمر في مبيعاتها خلال الأرباع السبعة الماضية، مدفوعةً بنجاحها في قطاع الهواتف الذكية. وقد أظهرت نتائج شركة الأبحاث IDC أن شحنات هواوي داخل الصين شهدت نموًا يتجاوز 10% في أربعة أرباع متتالية حتى سبتمبر من هذا العام.
وفي إطار توسعها، قدمت هواوي خلال حدثها الأخير مجموعة من المنتجات الجديدة، بما في ذلك جهاز لوحي وساعة ذكية فاخرة، إلى جانب هاتفها الثوري الثلاثي الطي الذي يعمل أيضاً بشريحة من تصميمها الخاص.
الخلاصة
تحول هواوي إلى نظام HarmonyOS Next يعكس رغبتها العميقة في تحقيق استقلال تقني، والتقليل من اعتمادها على التقنيات الأمريكية في ظل العقوبات المستمرة. هذه الخطوة تمثل تحدياً كبيراً لشركة هواوي في مواجهة أبل وشركات أخرى، لكنها تسعى لتوسيع نطاق استخدام تقنياتها المحلية لتثبت مكانتها في سوق الهواتف الذكية الفاخر.